الكاتب // أ. بدوية بنت علي بن سيف الوهيبية
تعريف التأخر الدراسي
حالة تأخر أو تخلف أو نقص أو عدم إكتمال النمو التحصيلي نتيجة لعوامل عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي .
وهناك أربعة أنواع من التأخر الدراسي:
التأخر الدراسي العام: وهو تخلف التلميذ في جميع المواد، وتتراوح نسبة ذكاء هذا النوع من المتأخرين بين 70 ـ 85.
خصائص المتأخرين دراسياً :
( الخصائص الجسمية ):
يتضح من الأبحاث والدراسات أن مجموعة المتأخرين دراسيا لأسباب خلقية أو ولادية يكونون أقل نموا في المتوسط من أقرانهم العاديين من حيث النمو الجسمي والعقلي إلا أنهم لا يختلفون عنهم من حيث الحاجات والإنفعالات أو الدوافع والرغبات الجسمية أو الجنسية، وقد يبدو المتأخرون أحيانا أطول قامة وأضخم بنية من أقرانهم في نفس الصف الدراسي، ولكن ذلك يرجع إلى أنهم قد يكبرون بعام أو اثنين نتيجة لتخلفهم في الصف الواحد أكثر من عام دراسي، وهذا لا يعني عدم وجود حالات فردية يتفوق فيها بعض المتأخرين دراسيا من حيث النمو الجسمي على أقرانهم العاديين، وترتفع نسبة الإعاقة السمعية والبصرية بين المتأخرين دراسيا عنها بين الأفراد العاديين والمتفوقين، مما يرجح وجود علاقة بين هاتين الإعاقتين وبين التأخر الدراسي، كما تدل الأبحاث أيضا على أن هؤلاء المتأخرين قد يقلون عن العاديين من حيث الحيوية والنشاط الجسميين مما قد يوحى بوجود علاقة بين القصور في النمو أو في الوظائف الجسمية وبين التأخر الدراسي.
( الخصائص العقلية ):
تدل الأبحاث التي أجريت على التلاميذ المتأخرين دراسيا لأسباب خلقية أو ولادية على وجود خصائص عقلية معينة قد تميزهم عن العاديين، ولكن هذا لا يعني ارتفاع درجة التشابه بين المتأخرين، فهم كمجموعة يختلفون عن بعضهم البعض اختلافات شاسعة من حيث هذه الخصائص، وهم ليسوا على درجة واحدة من التجانس العقلي، فقد يصل الفرق بين تلاميذ الفصل الواحد من المتأخرين إلى سبع سنوات من العمر العقلي . أما الخصائص العقلية التي تميزهم بصفة عامه فمنها: ضعف القدرة على التفكير الاستنتاجى، وضعف القدرة على حل المشكلات التي تحتاج إلى المكونات أو المعاني العقلية العامة، ويعاني هؤلاء التلاميذ من قصر الذاكرة، أي عدم القدرة على اختزان المعلومات أو الاحتفاظ بها لفترة طويلة .
ويبدو ذلك جليا عند تكرار الإعداد أو الجمل التي يطلب إليهم تكرارها عقب سماعها والتي يرددها أقرانهم العاديون دون صعوبة، ويتصفون أيضا بسطحية الإدراك، وضعف القدرة على الحفظ وعلى التعقل أو الفهم العميق، ويؤدي ذلك بطبيعة الحالة إلى عجزهم عن الاستفادة من الخبرات والتجارب التي سبق لهم تعلمها، كما أنهم بصفة عامة اقل تقديرا للعواقب أو إدراكا لنتائج أعمالهم.
وينبغي أن يلاحظ أنه على الرغم من هذه الخصائص العقلية التي تحد من قدراتهم على التعلم إلا أنه يمكن تعليمهم وإعدادهم للاعتماد على أنفسهم وعلى تنمية مهارات يستطيعون بها واجهة الحياة، ويتراوح الحد الأقصى للعمر العقلي لهؤلاء المتأخرين دراسيا خلقيا أو ولاديا بين 11 ـ 13.5 سنة تقريبا.
( الخصائص الانفعالية ) :
كثيرا ما يؤدي الفشل والشعور بالنقص وما يصاحبه من شعور بالنبذ من المدرسة أو من المنزل إلى الإحباط لدى المتأخرين دراسيا، كما أن هذا الإحباط المتكرر قد يدفع البعض منهم إلى أن يكون عدوانيا نحو زملائه ونحو المدرس أو المدرسة بصفة عامة وقد يدفع البعض الآخر إلى أن يكون انطوائيا يهرب من المدرسة أومن المجتمع ككل، وكثيرا ما تكون اتجاهات هؤلاء التلاميذ نحو أنفسهم ونحو المدرسة أو المجتمع اتجاهات سلبية، وقد يصل الحال ببعضهم إلى درجة اليأس أو تقبل ذواتهم على أنهم فاشلون أو منبوذون،وفي هذه الحالة قد يصعب تعديل سلوكهم كما يصبح الأمل ضعيفا في جدوى العلاج معهم.
وتفيد الدراسات أيضا أن المتأخرين دراسيا أقل تتكيفا من أقرانهم العاديين إلا أن الفرق ليس كبيرا، أما من حيث الخصائص الشخصية التي تعتمد على القدرات العقلية إلى حد ما كالابتكار والقيادة، وحب الاستطلاع ونحوها فهم أقل العاديين، وأما غير ذلك من الخصائص كالأنانية والطاعة، والاعتماد على الغير ذلك ونحوها فهم لا يختلفون فيها كثيرا عن أقرانهم العاديين.
ويلاحظ أن دوافع هؤلاء التلاميذ نحو العمل والتحصيل تكاد تكون معدومة نتيجة لما تقدمت الإشارة إليه من إحباط وسلبية في الاتجاهات وتصور سلبي للذات، وتضاعف الخصائص الانفعالية لدى المتأخرين دراسيا من حدة هذه المشكلة، كما تلقى عبئا ثقيلا على أكتاف المرشدين النفسيين وغيرهم من يتصدون للعلاج.
( الخصائص الاجتماعية ) :
تدل الأبحاث التي أجريت على بعض مجموعات التلاميذ المتأخرين على أن التأخر الدراسي ليس وقفا على بيئة اجتماعية معينة أو على مستوى اقتصادي أو ثقافي معين، ولكنه قسمة عامة، وقدر مشترك، ويوجد بين جميع الفئات والطبقات بصرف النظر عن مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية، ولكن بعض الدراسات تؤكد أن نسبة حدوثه بين الطبقات العليا ففي دراسة أجراها هافجهيرست وجد أن 80 % من عينة التلاميذ المتأخرين كانوا من الطبقات الدينا وتدل الدراسة المشار إليها على وجود علاقة بين العوامل الاجتماعية والثقافية وبين التأخر، ولكن هذا لا يعني أن هذه العوامل هي كل أسبابه.
أما السلوك الاجتماعية للتلاميذ المتأخرين فيميل إلى السلبية، ويعتبر العدوان أو الانطواء ابرز مظاهره. ويقل هؤلاء عن العاديين من حيث الرغبة في تكوين الصداقات وفي القدرة على الاحتفاظ بها، كما يسهل انقيادهم للمنحرفين والخارجين على القانون. وقد يجدون في الانحراف تنفيسا عما يحسون به من نقص وقد تشبع تلك الجماعات في التلاميذ المتأخرين ما عجزت المدرسة عن إشباعه من الحاجة إلى الانتماء والتقبل وتحقيق الذات والاحترام ونحوها، أما البعض الأخر والذي يميل إلى الانطواء فقد يهرب من مواجهة المشكلة أو ينتهي به الأمر إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية.
ومما ينبغي ملاحظته أنه لا توجد علاقة مباشرة بين التأخر الدراسي وبين الانحراف أو الجريمة، وكل ما في الأمر أن المستوى العقلي المنخفض الذي يصاحب مشاعر النبذ والنقص والإحباط وسلبية الاتجاهات نحو الذات يسهل انجذاب هؤلاء التلاميذ إلى عصابات المنحرفين، وبل قد يشكل هؤلاء من أنفسهم تلك العصابات التي يجدون فيها تعويضا وتنفيسا عما يحسون به من الآم نفسية ونبذ اجتماعي، فالعلاقة ليست مباشرة أو لزومية ولكنها علاقة غير مباشرة وقد يتعرض الطفل السوي أو المتفوق لما يتعرض له المتأخر إذا ما ألمت به نفس المشاعر بسبب المدرسة أو الأسرة أو بسبب ظروف اجتماعية معينة .
تعريف بطيء التعلم
أن اصطلاح بطيء التعلم يطلق على كل طفل يجد صعوبة في مواءمة نفسه للمناهج المدرسية بسبب قصور بسيط في ذكائه أو في قدرته على التعلم.وأنه لا يوجد هناك مستوى محدد لهذا القصور العقلي، ولكننا من الناحية العملية نستطيع القول أن الأطفال الذين تبلغ نسبة ذكائهم أقل من 91 درجة وأكثر من 74 درجة يكونون ضمن هذه المجموعة.
خصائص بطيء التعلم
أطفال بطئ التعلم يكون معدلات نموهم أقل في التقدم بنسبة لمتوسط معدل العاديين فهم أقل طولا وأثقل وزنا وأقل تناسقا ولكن ليس بدرجة التي تستدعى علاجا خاصا وكذلك قد يظهرون ضعف في السمع، عيوب في الكلام، سؤ التغذية، عيوب في الإبصار أو ضعف عام.
والطفل بطئ التعلم رغم وجود لديه صعوبة في التعلم الأشياء العقلية المرتبطة بالذكاء فإنه يحز تقدم في نواحي أخرى غير عقلية مثل قدرة الميكانيكية وتذوق الفني على رغم من عدم تمكنه من القراءة الجيد أو عدم اهتمامه بحساب . وهم غير ناضجين انفعاليا فالكثير ما يصيبهم الإحباط وقد ينفذ صبرهم فيفقدون ثقة بالنفس وينخفض تقدير ذات لديهم.