ريتال بدر ناصر راشد الحسني
24 Mar
24Mar

" الهروب من الواقع أم خسارة الحياة الحقيقية؟ "

في قرية صغيرة عاشت فتاة تُدعى رزان، كانت رزان فتاة جميلة ومحبوبة من قبل الجميع. كانت تتمتع بشخصية اجتماعية مرحة وكانت متعلقة بصديقاتها المقربات لمى وهبه وتالا.

 كانت كما يقال عنها " فتاة اجتماعية ذات روح مرحة تتألق تطل علينا بابتسامة تشع البهجة تجمع الناس حولها بسحرها وجمالها تنثر الضحكات وتبعث السعادة في الأرواح " كانت رزان تشعر بالقرب من والدها أكثر من والدتها ، في يوم ميلاد صديقتها لمى، حدثت حادثة مروعة أصابت رزان بشكل غير متوقع. رغم أنها لم تصب بأذى جسدي، إلا أن والدها فارق الحياة في هذا الحادث المأساوي.

 منذ ذلك اليوم، تغيرت حياة رزان تمامًا، فلم تعد ترغب في الخروج من غرفتها، حيث أصبحت تشعر بالحنين الشديد لوالدها الذي فقدته كانت رزان تعاني من عقدة نفسية، حيث لم تسمح لصديقاتها بزيارتها خوفًا من أن يحدث لهن ما حدث لها. كانت تخشى أن يتعرضن للخطر أو الحوادث المماثلة، و تدهورت صحتها كما انها اشتاقت لصديقاتها ولكن دائما ما يمنعها الخوف .

 وبسبب هذا الخوف، قررت والدتها أن تشتري لها نظارة الواقع االفتراضي VR، التي كانت تمكنها من التواصل مع صديقاتها ومحاكاة العالم االفتراضي لقد ضنت أنها قد تتمكن من مساعده ابنتها بهذه الطريقة لكي ترجع لها عفويتها و نشاطها و حيويتها ارادت ان تخرجها من الحال الذي هي به ترجع إلى ما كانت عليه سابقا وترجع لها صحتها . 

فالبداية لم تتقبل رزان فكره هذه النظارة حاولت الأم إقناع رزان بالفكرة و بعد ان اخبرت الأم رزان أن النظارة تمكن لرزان من التحدث مع صديقاتها وافقت على استعمال النظارة، بعدها احبت رزان النظارة و أصبحت تستخدمها في بعض وقتها لكن بمرور الوقت أصبحت تستخدم النظارة في معظم وقتها بدأت تنغمس في عالم الواقع الإفتراضي بشكل كبير. أصبحت تعيش في عالم خيالي بعيد عن الواقع، وبدأت تتجاهل صديقاتها لمى وهبه وتالا.

 لم تعد تهتم بالتواصل معهن أو حتى التحدث إليهن مع مرور الوقت، أصبحت رزان مدمنة على النظارة، حيث أصبحت تعيش في العالم الإفتراضي بشكل دائم وتتجاهل الواقع المحيط بها. بدأت تعاني من انعزال اجتماعي وفقدان الإتصال بالعالم الحقيقي بدأت امها تقلق عليها حيث رأت ادمانها الواضح بشكل كبير لهذه النظارة، حاولت نصحها ولكن دون جدوى . 

في يوم من الأيام، دخلت ام رزان لغرفه رزان حتى تطمئن عليها لكنها رأت رزان مغمى عليها ، الدكتور : للأسف دخلت رزان في غيبوبة . نعم دخلت رزان في غيبوبة. كانت عائلتها وصديقاتها يعانون من القلق الشديد على حالتها. وبعد معاناة طويلة، و فقدانهم الأمل بان تستيقظ رزان كانت امها على يقين ان ابنتها ستستيقظ من هذه الغيبوبة. 

وبعد سبعه اشهر، استفاقت رزان أخيرا من الغيبوبة فرحت امها كثيرا و أيضا صديقاتها بعد ان ضنوا للحظه انهم لن يسمعوا صوتها قط. بعد استعادة وعيها، أدركت رزان أنها قد أضاعت الكثير من الوقت في العالم الإفتراضي، وأنها فقدت العديد من اللحظات الحقيقية والعالقات الحقيقية في حياتها. أدركت أنها كانت تهرب من الواقع وتتجاهل الأشخاص الذين يحبونها ويرغبون في التواصل معها منذ ذلك اليوم، قررت رزان أن تعيش حياتها بشكل أكثر واقعية وأن تستمتع باللحظات الحقيقية. 

بدأت تعود للتواصل مع صديقاتها لمى وهبه وتالا، وعملت على تقوية علاقتها مع والدتها انتهت القصة بعودة رزان إلى الحياة الواقعية، والتفاعل مع العالم من حولها. قررت أن تستخدم النظارة الإفتراضية بشكل معتدل وفقط في بعض الأوقات المحددة، وأن تقضي وقتًا أكبر مع أصدقائها وعائلتها تعلمت رزان أن الواقع هو المكان الحقيقي الذي يجب أن تعيش فيه وتستمتع باللحظات الحقيقية. 

أدركت أن النظارة الإفتراضية يمكن أن تكون أداة مفيدة للترفيه والتواصل، ولكن يجب أن يكون هناك توازن بين استخدامها والإستمتاع بالواقع بدأت رزان تعيش حياة سعيدة ومتوازنة، حيث استعادت العلاقات القوية مع صديقاتها وعائلتها. أصبحت تستمتع بالوقت الذي تقضيه معهم وتقدر قيمة العلاقات الحقيقية. 

أصبحت تستخدم النظارة الإفتراضية بشكل معتدل ومناسب، وتستخدمها للترفيه والتواصل فقط في بعض الأوقات المحددة تعلمت رزان أن الحياة الحقيقية هي التي تحدث في الواقع، وأن العلاقات الحقيقية هي التي تجلب السعادة والتواصل الحقيقي. أصبحت تقدر قيمة اللحظات الحقيقية وتستمتع بكل لحظة تعيشها في الواقع وهكذا، انتهت قصة رزان بتحولها من الإنغماس في العالم الإفتراضي إلى العيش بشكل أكثر واقعية والإستمتاع باللحظات الحقيقية في الحياة. تعلمت رزان أهمية التوازن بين الواقع والإفتراضي، وأصبحت تعيش حياة سعيدة ومتوازنة مع العائلة والأصدقاء.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.